Abderrahmane Mounif
عبد الرحمان منيف
الليلة الأخيرة لم ينتبه إليه أحد حين وقف على المنصّة الخشبية، في أقصى صالة الطعام. صفّق بيديه مرّتين، فتوقّف الجميع عن الأكل، وتطلّعت إليه العيون حيث كان يقف. بدا بشعره الأبيض كتمثال شمعي له ابتسامة واسعة. فرك يديه، تاركاً للصمت أن يحدث تأثيره، ثمّ قال بهدوء تعوّده لفرط ما ردّد مثل هذه الابتسامة والكلمات: -باسم الإدارة أرحّب بكم، وأرجو أن تتذكّروا الفترة التي قضيتموها هنا، وتعودوا مرّة أخرى، كما أرجو أن تذكروا لأصدقائكم فيأتوا. سيّداتي، سادتي: اليوم آخر أيّام إقامتكم، وإدارة الفندق إذ يعزّ عليها أن ترحلوا بهذه السرعة، تعلن عن مفاجأتها الكبيرة لهذه الليلة، لتكون أقوى ذكرى.. سوف نقيم حفلة تنكّرية، ويمكنكم أن تشتروا الأقنعة أو أيّة أشياء تحتاجونها من المقصف. تبدأ الحفلة في العاشرة.. وقد تنتهي في السادسة موعد السفر! شكراً وإلى اللقاء في العاشرة. عن “قصّة حبّ مجوسية” لعبد الرحمن منيف
|